ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سابق بين الخيل وهذا دليل على الترغيب برياضة الفروسية
وهذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن موقفه من السباق مجرد السماح به، وإنما الحض عليه، بل وتكريمه للفائز.
وذكر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « لا سبق إلا في خف، أو حافر، أو نصل » ورد في الجامع الصغير للسيوطي.
وقد فسره ابن القيم على معنين، الأول أنه لا تعطي تعني الجعل (المكافأة)
إلا عن هذه المسابقات الثلاث، أو أنه لا يجوز المسابقة على غيرها بعوض
(برهان) ويميل ابن القيم إلى المعنى الثاني.
وفي سنن أبي داود عن ابن عمر " أن النبي صلى الله عليه وسلم سبق بين الخيل وفضل القرح في الغاية".
وفسر ابن القيم القرح على أنها جمع قارح، وهو الجواد الذي دخل عامة الخامس.
وجاء في البخاري عن أنس بن مالك أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة
تسمى الغضباء وكانت لا تسبق، فسبقها أعرابي، فقال الرسول صلى الله عليه
وسلم: « حق على الله أن لا يرتفع شئ من الدنيا إلا وضعه ».
وقد حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرمي بالقوس والسهم وأكد على
تعلمها أشد التأكيد، وقد قال ابن القيم عنها أنها أجل هذه الأنواع على
الإطلاق وأفضلها، يقصد أفضل أنواع الرياضة.
وفي صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من تعلم الرمي ثم تركه فليس منا » أو « فقد عصاني ».
وفي لفظ آخر عن الطبراني قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: «من تعلم الرمي فنسيه كان نعمة أنعمها الله عليه فتركه».
ولقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرماية بالقوس وحث المسلمين
على التمسك بهذه الرياضة النبيلة، وفضلها عن ما سواها من سائر ألوان
الرياضة بما في ذلك ركوب الخيل.
لقد حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرمي بالقوس والسهم وأكد على تعلمها أشد التأكيد
وعن جابر أنه قال: شكا ناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من التعب، فدعا
لهم، وقال: «عليكم بالنسلان » أي الإسراع في المشي، فانتسلنا(2)فوجدناه
أخف علينا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو إلا
أربع خصال: مشى الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعلمه
السباحة » والمشي بين الغرضين يقصد به التحرك ما بين هدفي الرمي بالقوس
وتأديب الفرس بمعنى تدريبه وتعليمه.
وفي هذا الحديث يشير الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اللهو (الترويح) الحلال الذي يؤجر عليه المسلم.
وقد فسر ابن القيم هذا الحديث بأنه لو لم يكن في النضال إلا أنه يزيل
الهم، ويدفع الغم عن القلب لكان ذلك كافياً في فضه، وقد جرب ذلك أهله.
وفي ذلك إشارة واضحة للقيم الترويحية للرياضة، والتي يتصور البعض أنها، أي الرياضة، إنما جعلت للمنافسة فقط.
وفي رواية للطبراني عن صالح بن كيسان عن عقبة بن عامر: قال الرسول صلى
الله عليه وسلم: « الأرض ستفتح عليكم وتكفون المؤنة فلا يعجز أحدكم أن
يلهو بأسهمه».
هذا الحديث يؤكد نفس المعنى في الحديث السابق في أهمية مزاولة الرياضة على
سبيل الترويح، فممارس الرمي في عهد الرسول، وما تلاه من عصور كمن رمى
عصفورين أو أكثر بحجر واحد فهو ترويح، ولياقة ومهارة، وفي نفس الوقت
تدريبعلى أعمال الجهاد، وهو أحد الأهداف الكبرى للدولة الإسلامية، وهكذا
جمع الرسول بين أكثر من قيمة في نشاط واحد له بعد ترويحي (مباشر) وله بعد
جهادي غير مباشر أو بعيد المدى وهذه المعالجة تفيد في صياغة الأهداف
التربوية للأطفال والشباب بحيث يجب أن تنال منا وقفه، باعتبارها أسلوباً
تربوياً ذكياً في صياغة المرامي وصبغها باللعب والترويح.
وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« علموا أبنائكم السباحة والرماية، ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل، وإذا دعاك أبواك فأجب أمك».
ولا يوجد أي شك الآن في أن أجمل وأبهج ألوان الرياضة الترويحية هي
الرياضيات المائية، فهي أعلى الأنشطة الترويحية قيمة وفائدة فضلاً عما
يصاحبها من مشاعر ممتعة وما يعقبها من إزالة التوتر والهموم.