الأجنحة المحترقة
يا أمتي كم دموعٍ في مآقينا *** نبكي شهيديك أم نبكي أمانينا؟!
يا أمتي إن بكينا اليوم معذرةً **في الضعفِ بعضُ المآسي فوق أيدينا
واهاً على السرب مختالاً بموكبه***وللنسور على الأوكار غادينا
قالوا الضباب فلم يعبأ جبابرةٌ ***لا يدركون العلا إلاّ مضحِّينا
والمانش يعجب منهم حينما طلعوا ***على غوارِبِهِ الغيرى مطلِّينا
فاستقبلتهم فرنسا في بشاشتها ***تجزي البسالة ورداً أو رياحينا
قالوا النسور فهبَّ القومُ وادَّكروا ***نسراً لهم ملأَ الدنيا ميادينا
وهلل السِّين إذ هلَّت طلائعنا *** طلائع المجد من أبناء وادينا
حان الأمانُ ووافَى السربُ فافتقدوا ***نسرين ظنوهما قد أبطآ حينا
لكنه كان إبطاءَ الرَّدى فهما *** لما دعا المجد قد خَفَّا ملبينا
فلبيكِ من شاء وليُشبعْ محاجرَهُ ***ولينتحبْ ما يشاءُ الحزنَ باكينا
يبكي الحبيب وتبكي فقد واحدها ***من لا ترى بعده دنيا ولا دينا
هُنيهة ثم يسلو الدمعَ ساكبُه *** لا يدفعُ شيئاً من عوادينا
فكلما حلَّ رزءٌ صاحَ صائحُنا: ***فداك يا مصر لا زلنا قرابينا
فداك يا مصر هذا النجم منطفئاً ***والنسر محترقاً والليث مطعونا!
_________________