المحكمة أهملته قبل وقوع الجريمة.."الأحد، 1 نوفمبر 2009 - 12:10
أليكس فارنر
كتب شعبان هدية
var addthis_pub="tonyawad";
كشفت وقائع محاكمة أليكس فارنر قاتل مروة الشربينى، أن المحكمة أهملت خطاب تهديد أرسله القاتل إلى المحكمة بتاريخ 28 أكتوبر 2008، أى قبل يوم وقوع الجريمة بثمانية أشهر، وعبر القاتل فى هذا الخطاب الذى أهملته المحكمة بكل وضوح عن تهديده الصريح لمروة الشربينى باعتبارها مسلمة، وأنه لا يوجد أحد فى العالم يستطيع منعه من الاعتداء عليها إذا ظهرت أمامه فى المحكمة مرة أخرى.
وسب القاتل فى خطابه الدين الإسلامى، كما تضمنت كلمات الخطاب إساءة إلى الذات الإلهية، ووصف الله سبحانه وتعالى بـ "الشيطان"، وعبارات تهديد واضحة للمجنى عليها.
وطلب خالد أبو بكر محامى أسرة مروة الشربينى من رئيسة المحكمة أثناء الجلسة الرابعة للمحاكمة قراءة نص خطاب التحذير الذى أرسله القاتل، إلا أنها حاولت تفادى الخوض فى تفاصيل الخطاب بحجة أن الخطاب كان موجوداً فى ملف القضية، إلا أن المحامى المصرى أصر على ضرورة استعراض المحكمة للخطاب لخطورته ولتوضيح مدى العنصرية والإصرار من جانب القاتل، وتبييته النية لقتل مروة ،وهو ما دعا رئيسة المحكمة إلى قراءة الخطاب فى حضور القاضية التى حكمت فى قضية السب الموجه لمروة الشربينى كشاهدة.
وأوضح خالد أبو بكر ـ فى اتصال هاتفى من ألمانيا ـ أنه أثناء قراءة رئيسة المحكمة للخطاب أحرجت هذه القاضية الشاهدة، وبدى على وجهها الإحساس بالذنب، وشعرت بأنها بالفعل أهملت خطاباً بهذه الخطورة، ولم تقم بأى إجراء احترازى للحفاظ على حياة مروة الشربينى.
وأضاف أبو بكر، أنه من المثير أيضاً أن القاضى الذى كان يرأس الجلسة التى وقعت أثناءها الجريمة أشار فى شهادته هو الآخر إلى أنه قرأ محتويات الملف، وعند قراءة نص الخطاب أمامه لم يتماسك وبكى بكاء شديداً، وبدى عليه الاعتراف بالذنب، واعتبر أبو بكر أن هذا كله يوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن حياة مروة الشربينى كان من الممكن حمايتها لو قام أى من هؤلاء المسئولين عن المحكمة قبل قتلها أثناء نظر قضية سب مروة الشربينى أمامهم بالقيام بأى إجراء احترازى فى مواجهة خطاب التحذير الذى أرسله القاتل قبل ثمانية أشهر من وقوع الجريمة.
وذكر أبو بكر أن المحكمة وقتها كحد أدنى لم تخطر مروة الشربينى بهذا الخطاب الخطير، لتأخذ حذرها أو تتخذ الإجراءات الوقائية حتى يوم قتلها.
يذكر أن هيئة الدفاع قبل ظهور هذا الخطاب تقدمت بدعوى ضد رئيس محكمة دريسدن وهيئة المحكمة، بسبب الإهمال الجسيم الذى أدى إلى قتل مروة فى ساحة المحكمة، وبحضور القضاة وهيئة الدفاع، وعدم تدخل أى من المتواجدين فى محاولة إنقاذها أو التصدى للقاتل، ورغم أن النيابة العامة لم تقبل الدعوى وقتها، ورغبتها فى تصنيف القضية على أنها قضية قتل دون أن تتحمل مسئولية الإهمال الجسيم، إلا أن هيئة الدفاع بعد ظهور مثل هذا الخطاب ستدفع فى اتجاه تحميل هيئة المحكمة المسئولية وإعادة تقديم الدعوى مرة أخرى.