مجدي محمد مشرف القسم الرياضى
عدد المساهمات : 239 POINT : 679 تاريخ التسجيل : 27/08/2009 العمر : 40
| موضوع: تقليب المواجع الجمعة نوفمبر 06, 2009 4:17 pm | |
| بقلم سليمان جودة ٦/ ١١/ ٢٠٠٩ |
فى واحدة من حلقات برنامج «العاشرة مساء» على قناة دريم، كانت المتألقة منى الشاذلى قد انتقلت إلى مدينة «دريسدن» الألمانية، ونقلت من هناك لقطات عن بدء محاكمة قاتل الدكتورة مروة الشربينى! وربما يكون الشىء المدهش أن كثيرين ممن شاهدوا الحلقة، لم يتوقفوا عند إجراءات بدء المحاكمة التى انشغل بها الناس، بقدر ما توقفوا عند شىء آخر تماماً، لا يكاد يخطر على البال! ذلك أنه لأمر ما، كانت كاميرا «العاشرة مساء» تتجول فى شوارع المدينة، قبل أن تصل إلى مبنى المحكمة، وقد كانت هذه الجولة فى الشوارع، فرصة غير مقصودة، ليقارن من خلالها المشاهدون، بين شوارعنا، وشوارعهم!.. فإذا كنا نعانى حالياً أزمة نظافة حقيقية، فى كل شبر من أى شارع، كانت المقارنة حادة وحاضرة فى كل لحظة، ومؤلمة، وأيضاً مخجلة! وقد سمعت من أكثر من واحد، ممن كانوا قد جلسوا للمشاهدة، أنهم جميعاً لا يكادون يصدقون أن تكون شوارع مدينة، من المدن النائية لديهم فى ألمانيا، على هذا القدر من الجمال والنظافة، التى تزدان بالورود والأشجار! فلما قلت لواحد منهم إن «دريسدن» تبعد عن العاصمة برلين بنحو ٢٠٠ كيلومتر، تضاعف حزنه وأسفه على خيبتنا، وقال ـ ما معناه ـ إنه إذا كانت هذه هى نظافة مدينة على مسافة كهذه من العاصمة، فكيف يمكن أن يكون حال برلين نفسها، وكيف يكون نصيبها من النضارة والبهاء! «دريسدن» هناك تكاد تماثل «دمنهور» مثلاً عندنا، من حيث المسافة التى تفصل كل واحدة منهما عن العاصمة، ومع ذلك فهذه هى شوارعها، كما بدت على الشاشة، وهذا هو واقع دمنهور، وغير دمنهور مما نعيشه ونعانيه كل يوم! فإذا عرفنا أن سكان ألمانيا، هم أنفسهم سكان مصر، من حيث العدد، وأن مساحتها أقل من نصف مساحة بلدنا، أدركنا على الفور حجم التدهور الذى بلغناه، مقارنة بهم، ليس بالطبع على مستوى التجارب فى المعامل، وإنما على مستوى القدرة على تنظيف الشوارع! ولا أحد يعرف، منذ متى بالضبط كانت لدينا مشكلة نظافة متفاقمة إلى هذا الحد المحزن، ولكن ما يعرفه الجميع، أن النظافة مجرد سلوك عام، وخاص، وليست بهذا المعنى فى حاجة إلى فلوس، كما قد نتصور، ولا حتى فى حاجة إلى جهد، ولا تمثل مشكلة من أى نوع فى أى مجتمع متطور، فكل فرد يريد أن يتخلص من مخلفات بيته هناك يجد نفسه أمام ثلاثة صناديق على كل ناصية، واحد لبقايا الطعام، وآخر للورق والكرتون، وثالث للزجاج والمواد الصلبة، ولم يحدث أبداً أن ألقى أى مواطن بكل ما لديه فى صندوق واحد وانصرف، وقد كنت فى كل مرة أذهب إلى أى بلد من تلك البلاد، أراقب أداء المواطن فى هذه المسألة، فأجده كالساعة السويسرية فى انضباطه! والغريب أن برنامج الرئيس المعلن فى أغسطس ٢٠٠٥ يتحدث عن تشجيع إنشاء ٤٠٠٠ جمعية تساهم فى تحقيق النظافة العامة، فإذا بنا بعد ٤ سنوات من إعلان البرنامج، نكتشف أن القذارة عنوان كل مكان! |
| |
|