مجدى سالم مراقب عام
عدد المساهمات : 457 POINT : 1010 تاريخ التسجيل : 08/08/2009
| موضوع: إليك حبيبي الغالي السبت ديسمبر 12, 2009 4:23 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
إليك حبيبي الغالي ،،
الحمدُ لله الواحدِ القهار ، العزيزِ الغفار ، مكورُ الليلَ والنهار ، تذكرةً لأولى القلوبِ والأبصار ، وأصلي وأسلم على النبيِ المختار ، حبيبِ الأخيار ، عدد ما غرد الطيرُ في الأرضِ وسار .. أما بعـد : قال تعالى :[وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ]، فمن هذا الباب حبيبي الغالي أحببتُ أن أذكر نفسي المقصرة وإياك بأمر عظيم ، وخطبٍ جليل ، قد إستهان به الجميع وأهمَله الكثير إلا من رحم الله ، مع أن الخير كل الخير في هذا الأمر ، بل والله لا تحيى القلوب ولا تنشرحُ الصدور ولا تَحل الطَمأنينةُ إلا به ، كيف لا وقد أمر الله بهتعالى في كتابه الكريم فقال : [وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ ]، ألا وهي صلاة الجماعة .فصلاةُ الجماعة قد أوجبها اللهُ وحذر من التخلفِ عنها إلا بعذرٍ شرعي ، وصلاةُ الرجلفي جماعة تُضاعفُ على صلاتهِ في بيتهِ وفي سوقهِ خمساً وعشرين ضِعفاً , وذلك أنه إذاتوضَّا فأحسَن الوضوء ثم خرج إلى المسجد , لا يُخْرجُه إلا الصلاة , لم يخطُ خطوةإلا رُفِعَت له بها درجة , وحُطّ عنه بها خطيئة , فإذا صلَّى لم تزل الملائكةتُصلَّى عليه , ما دام في مُصَلاَّه ما لم يُحْدِث : اللهم صلّ عليه , اللهم ارحمه , ولا يزال في صلاةٍ ما انتظر الصلاة .وقال تعالى في وجوب الصلاة جماعة مع المسلمين : [وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ] ، الشاهد قوله: [وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ]، وهو نص في وجوب صلاة الجماعة ومشاركة المصلين في صلاتهم ، ولو كان المقصود إقامتها لاكتفى بقوله في أول الآية: [وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ].وفي صحيحِ مسلم ؛ أن رجلاً أعمى قال يا رسول الله ليس لي قائد يلائمني" يقودني " إلى المسجد فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( هل تسمع النداء بالصلاة ؟ )) قال : نعم ، قال : (( فأجب )) فإذا كان هذا في حق رجل أعمى ليس له قائد يلائمه إلى المسجد فكيف بمن كان صحيحا مبصرا لا عذر له.وفي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : أثقل صلاةعلى المنافقين صلاة العِشَاء وصلاة الفجر , ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولوحَبْواً , ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام , ثم آمر رجلاً فيُصلِّي بالناس , ثمأنطلِق معي برِجال معهم حِزَمّ من حَطَب , إلى قوم لا يشهدون الصلاة , فأحَرَّقعليهم بيوتهم بالنار ) ولا يتوعد بحرق بيوتهم بالنار إلا على ترك واجب .وقال تعالى: [ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ(42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ].قال سعيد بن المسيبِ رحمه الله : (( كانوا يسمعون ، حي على الصلاة حي على الفلاح ، فلا يجيبون وهم أصحاء سالمون )) ، وقال كعب الأحبار : (( والله ما نزلت هذه الآية إلا في الذين تخلفوا عن الجماعة )) .وقال الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله في ترك صلاة الجماعة وأما من لا يصلي مع الجماعة ويصلي في بيته فهو فاسق وليس بكافر ، لكنه إذا أصر على ذالك إلتحق بأهل الفسق وأنتفت عنه صفة العدالة ) .وأعلم أخي الحبيب أن لصلاة الجماعة فوائد عظيمة قد تخفى على الكثير ومنها : *أنها تجددُ الإيمان ، وتحيي القلوب ، وتشرحُ الصدر ، وتملأ النفس بالسرور والسعادة الأبدية ، وفيها مفارقة للمنافقين ، وسبب للمودة والألفة والترابط بين المسلمين ، والمحافظ على الصلاة يكون له عهد عند الله أن يدخله الجنة ، ويكون له نور وبرهان يوم القيامة ، وصِلةٌ بين العبد وربه ، وتكفيرٌ للخطايا والسيئات .* والصلاة فيها الطمأنينة والراحة وقرة العين في الدنيا والآخرة ، وفيها إعانة للمسلم على أمور دينه ودنياه ، وفيها الفلاح والنجاح والظفر والفوز في الدنيا والآخرة و التوسعة في الرزق ، وهي طهارة للنفس وفيها الثبات للمؤمن في الدنيا والآخرة ، وفيها الحفظ والأمان للعبد في الدنيا والآخرة ، وفيها حصول معية الله جل وعلا للمصلي ، وفيها نيل محبة الله تعالى .ــ ختاماً أخي : لا عذر لك بالتخلف عن الجماعة ، واعزم النية من الآن بأن تُصلي في أقرب بيت من بيوت الرحمن ، وأحمد الله على أن منّ عليك بنعمة الصحة والعافية في الروح والبدن، وأعلم بأن هناك الكثير ممن هم أخوةٌ لنا ينامون على الأسرة البيضاء ، ويتمنون أن يغبرون أقدامهم بالذهاب إلى بيت من بيوت الله ، ليسجدوا ويرغموا أنوفهم ويتذللوا للواحد الأحد ، ولكن أقعدهم المرض ، وحال بينهم وبين ما يشتهون ، فأحمد الله على ما أنت فيه من النعمة ، وجاهد النفس والهوى ، وتُب إلى الله من اليوم ، وإياك إياك من التهاون في أي أمر من أمور الله مهما كلفك الأمر وأولها الصلاة لأنها أول ما سيحاسب عليها العبد يوم القيامة ، وليكن شعارنا ( إلا الصلاة ) .
أسأل الله في ختام رسالتي هذه أن يرزقنا وإياك الهدى والتقى والعفاف والغنى وأن يشرح صدرونا لطاعته ، وأن يعيننا على أداء الصلاة جماعة مع المسلمين وأن يجنب عنا العجز و الكسل وأن يكفنا شر الشيطان وأعوانه و أسأله جل في علاه أن يجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم لقاه . وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
| |
|